الأحد، 9 أكتوبر 2011

من مشاهد الحياة في ألمانيا: قضاء وقت الفراغ ومغازلة النساء


من مشاهد الحياة في ألمانيا: قضاء وقت الفراغ ومغازلة النساء


لغة العيون وفن المغازلة

لكل شعب خصائصه وعاداته وتقاليده، والا لما أمكن إطلاق وصف "شعب" على مجتمع بشري ما. ويُعرف عن الألمان بالذات تميزهم عن الأوروبيين في بعض التصرفات وطرق التفكير. رافقنا في السطور التالية لنخبرك عن بعض ما نعرف!


عندما وصف"هيلموت كول"، المستشار الألماني السابق، يوما ألمانيا بحديقة الملاهي، تلقى سيلا من الشتائم من القاصي والداني. إذ، نظراً لأربعة ملايين عاطل عن العمل آنذاك، لم يلاقي انتقاده القائل بأن الناس في ألمانيا لم يعد يعرفون ما هو معنى العمل، رضى الشعب وتوافقه معه. ومع ذلك، ففي بداية القرن الماضيالنزهات اليومية في حضن الطبيعة
 كان لدى الألمان مجتمع عمل مع بعض أوقات الفراغ. أما اليوم فقد أصبح هناك مجتمع وقت فراغ مع بعض أوقات عمل. "العمل مقدس"، هذا ما شدد عليه المصلح الديني "مارتين لوتر" في ما مضى، حيث أكد مرارا وتكرارا على أهمية "الكدح والعمل". ولم يمر على الناس في ألمانيا زمن تمتعوا فيه بكمية من وقت الفراغ بقدر ما هو متاح لهم في أيامنا هذه. لكن هذا لا يعني أنهم يملكون وقتاً فارغاً. علينا اذا التفريق بين "وقت الفراغ" و "الوقت الفارغ"، إذ أن على المرء أن يمضي وقته بما فيه الفائدة، مما يؤدي حتمامتزلجو العجلات على أحد الطرق السريعة في ألمانيا
إلى ظاهرة "الإجهاد من وقت الفراغ". في النهاية علينا مشاهدة فيلم سينمائي أعلن عنه، وقراءة كتاب، فهذا لا يجعلنا أكثر غباء. وإذا مل أحدنا من ألعاب الفيديو أو التصفح في الإنترنت، يلتقي بأصحابه في الحانة ليدردش معهم عن المكان الذي سيقضي فيه إجازته المقبلة ولا يصرف الألمان نقودا على أي نشاط يقومون به في وقت الفراغ بقدر ما يصرفونه على الإجازة، ويتبعها في المرتبة الثانية قيادة السيارة ثم الرياضة والكمبيوتر. وإذا تبقى من الوقت ما يكفي، يذهب الألماني إلى ستوديو اللياقة البدنية ليخفف من "كرش الرفاهة"، تبعاً للشعار القائل: أجمل، أرشق، أليق. ولقد استطاع الألمان أن يتبنوا كل موجة أتت من الولايات المتحدة، وأياً كانت، من الـهرولة وحتى القفز بالحبل، دون أن تبعد هذه رياضات الأندية التقليدية عن الساحة، إذ ليس عبثاً ما يقال عنهم، أنه أينما التقى ألمانيان أسسا نادياً.

المغازلة هي عبارة عن "مسك اليدين بالعينين"

ثلاثون ثانية فقط تحسم كل شيء، هذا ما اكتشفه باحث سلوك ألماني، ووفقاً لنتائج أبحاثه يدرك الرجل والمرأة خلال نصف دقيقة من الزمن إن كانت هناك ملاءمة بينهما ورغبة في تطوير العلاقة وتوطيدها أم لا. من مسيرات الحب التي تجوب برلين كل عام
فعلى من يريد أن لا تفوته "اللحظة" المناسبة أن لا يتمهل وأن يعطي اهتمامه إلى شيء مهم، فالتحرش الفظ من نوع: "هل أنتِ مشغولة هذا المساء؟" قد مضى عهده وانتهى في ألمانيا. أما النظرات العميقة والعادات المؤدبة المهذبة، فهي التي من شأنها أن تلفت الانتبهاء الاى المقصود والمطلوب. لقد قال المؤلف والصحافي الألماني "كورت توخولسكي" بأن المغازلة هي عبارة عن "مسك اليدين بالعينين". أما المبالغة بإبراز الرجولة يزعج المغازلة ويعيقها. وعلى كل حال، ففي استطلاع رأي أعد حديثاً اعترفت 68 في المائة من كافة النساء بأن قلبهن يزداد خفقانا إذا قام " الرجل بمساعدتهن على لبس المعطف. ولا ترى النساء وحدهن بل الرجال أيضاً أن الكحول هو أكبر عائق عن المغازلة. يتسم الناس في ألمانيا بشكل عام بسلوك غير مقيد بالعادات والتقاليد، ففي المطعم مثلاً يدفع كلٌ حسابه بنفسه، ومن الطبيعي أيضاً أن تتحرش النساء بالرجال مثل ما يتحرش بهن الرجال. ومع ذلك، يطمح الألمان حتى في المغازلة إلى الكمال، لذلك توجد في ألمانيا مدارس لتعليم المغازلة يتدرب فيهاالتفكير العاطفي اكثر ما يشغل الاجيال الشابة
 الأشخاص على الخطوات الحاسمة المؤدية إلى بادرة الاتصال. حتى أن هناك مدرسة شعبية في "منطقة الرور" تقدم المساعدة لعدم تخطي حدود المغازلة. فيها يحصل من يفتقر إلى الخبرة في هذا المجال على معلومات هامة جداً، على نحو أن مجموعة الطوابع البريدية التي هي بمثابة وسيلة لإغراء شريك محتمل بالدخول إلى بيت المغازِل، هي في إيطاليا مجموعة الفراشات وأنه لا ينبغي أن يصدّ تحرشاً لا رغبة له فيه وقوله: "إليك عني"، بل بأسلوب أقرب إلى الشعر مثل: "ابتع لك من الأحراش حرشاً وته فيه!"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق